أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

من التهميش إلى المشاركة: حكاية جيل زاد في المغرب

نحن جيل زاد في المغرب: قوة ضائعة تنتظر الاعتراف

نحن جيل زاد في المغرب: قوة ضائعة تنتظر الاعتراف

نحن أبناء جيل زاد، وُلدنا في زمن مختلف تمامًا عن أجيال سابقة. كبرنا بين الإنترنت، الهواتف الذكية، وسائل التواصل الاجتماعي، والعالم المفتوح على مصراعيه. نحن جيل يرى في دقيقة واحدة ما لم يكن يراه غيره في سنوات، جيل يعيش بسرعة العالم الحديث، ويتفاعل مع القضايا المحلية والعالمية بوعي مختلف. ومع ذلك، نصطدم يوميًا بواقع متعب، واقع لا يواكب أحلامنا ولا طموحاتنا. لكننا نرفض أن نُختزل في صورة "جيل كسول" أو "جيل ضائع". نحن لسنا المشكلة، بل جزء أساسي من الحل.

جيل يرفض أن يُسجن في الصور النمطية

يصفوننا أحيانًا بالكسالى، بالمدمنين على الشاشات، بالمتمردين بلا سبب. لكن الحقيقة أننا جيل يبحث يوميًا عن فرص، يجرّب، يخاطر، يبتكر، ويصنع طرقًا جديدة لكسب العيش. من شباب يطلقون مشاريع رقمية صغيرة، إلى آخرين يتعلمون عبر الإنترنت مهارات جديدة لم توفرها المدرسة، نحن نثبت أن الكسل ليس صفتنا، بل العائق الحقيقي هو غياب الفرصة العادلة أمامنا.

جيل يحب وطنه رغم الجراح

نحن لا نكره المغرب، بل نحبه بصدق. نحلم بمغرب قوي، عادل، يوفر لأبنائه الكرامة والفرص. نحن نريد أن نعيش هنا، أن نبني مستقبلنا هنا، أن نبدع هنا، لكننا نصطدم بواقع يجعل الكثير منا يفكر في الهجرة. ليس لأننا نفضل الغربة، بل لأننا نبحث عن فرصة لم نجدها بعد في وطننا.

التحديات أو "الضرّات" التي تلاحقنا

  • البطالة: سوق شغل مغلق، ومناصب لا تكفي لملايين الشباب.
  • التعليم: نظام لا يواكب العصر، يركز على الشهادة أكثر من المهارة.
  • الضغط النفسي: المقارنة المستمرة عبر السوشيال ميديا، وغياب الدعم النفسي.
  • غياب الفضاءات: شباب بلا أماكن آمنة للتعبير، للإبداع، أو حتى للترفيه.

إحصائيات تكشف حجم الأزمة

  • في سنة 2024، بلغ معدل البطالة 13.3٪ على المستوى الوطني.
  • معدل البطالة بين الشباب (15–24 سنة) وصل إلى 36.7٪ سنة 2024.
  • في الربع الأول من 2025، بلغ معدل البطالة العام 13.3٪، بينما ارتفع معدل بطالة الشباب إلى 37.7٪.
  • نسبة البطالة بين الحاصلين على الشهادات العليا بلغت حوالي 19.6٪، وفي بعض المناطق قاربت 40٪.
  • من 2014 إلى 2024 ارتفع معدل البطالة من 16.2٪ إلى 21.3٪، وهو مؤشر على غياب حلول جذرية.

مطالبنا ليست مستحيلة

نحن لا نطالب بالمستحيل، مطالبنا بسيطة وعادلة:

  1. إصلاح التعليم ليكون عمليًا ويرتبط بالمهارات والرقمنة.
  2. توفير فرص عمل حقيقية للشباب، وخفض بطالة الفئة العمرية 15–24 سنة التي تتجاوز الثلث.
  3. تعميم العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق بين المدن والقرى.
  4. خلق فضاءات للإبداع والرياضة والثقافة بدل ترك الشباب في الشارع أو على الشاشات فقط.
  5. إشراك الشباب في القرار السياسي والمجتمعي بشكل فعلي، لا رمزي.

الخاتمة: نحن لسنا عبئًا، نحن فرصة

نحن جيل زاد، لسنا عبئًا على هذا الوطن، بل ثروته الحقيقية. لسنا خطرًا كما يُصوّرنا البعض، بل فرصة لإعادة بناء مغرب أقوى وأكثر عدلاً. قد نكون غاضبين أحيانًا، متمردين أحيانًا أخرى، لكن داخلنا حب كبير لبلدنا وإيمان أن المستقبل سيكون أفضل لو تم الاعتراف بنا ودعمنا. جيل زاد في المغرب لا يريد سوى أن يعيش بكرامة، ويُعامل بعدالة، ويُمنح الفرصة. عندها، سنثبت أننا الجيل الذي سيصنع التغيير.

Fadlallah El-Guerrouj
Fadlallah El-Guerrouj